صحافة 24 نت - تفاصيل عن مع بدء وصول وفود الحجيج إلى بيت الله الحرام يبقى عالقا في أذهان كبار السن من المصريين مشاهد وداع... هذا ما تبقى من وداع المصريين التاريخي لحجاج بيت الله الحرام.. حكايات وذكريات, والان ننشر لكم التفاصيل كما وردت فتابعونا.
مع بدء وصول وفود الحجيج إلى بيت الله الحرام يبقى عالقا في أذهان كبار السن من المصريين مشاهد وداع حجاج بيت الله الحرام في مدن وريف وصعيد مصر قبل عقود.
تلك المشاهد لم تكن تخلو من الاحتفال عبر الإنشاد الديني وسط تجمعات الأهل والأحباب الذين جاءوا لطلب الدعاء من الحجيج حين وقوفهم أمام الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، وتوصيل أمانة السلام للنبي الأكرم، عند زيارتهم مسجد الرسول بالمدينة المنورة.
الاحتفال الذي كان يمتد لأسابيع قبل الحج كان يتبعه احتفال آخر عند عودة الحجاج، الذين كان يمثل مشهد استقبال أهالي الدلتا وشمال الصعيد لهم في ميناء السويس، ومطار القاهرة مشهدا أسطوريا يكتمل عند العودة إلى الريف أو نجوع الصعيد.
"عربي21 لايت"، استمعت لبعض ذكريات كبار السن، حول طرق الاحتفال، وكيف كان يتجهز الحاج للرحلة من الطعام والشراب والملابس والأموال، وكيف كان يتجهز بيت الحاج لحين عودته، مشيرين إلى بعض ما تبقى من تلك المظاهر الآن، موضحين حجم اختلاف الاحتفال بالحجيج في زمن الإنترنت، عنه في العقود السابقة.
يقول الحاج خالد: "بداية كان الحج في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، للميسورين فقط من المصريين، وأصحاب الأملاك والأراضي وبعض المتعلمين من الذين عملوا في السعودية ضمن بعثات وزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف".
"والدي وكشوف القرعة"ويضيف لـ"عربي21 لايت": "لذا كان عدد المقبلين على الشعيرة قليل وكان الحج ضيف عزيز على أهالي الريف، فمن كل قرية كان هناك حاج أو 2 أو 3 على الأكثر، حيث لم نكن نعرف غير حج القرعة، ومن كان يأتي اسمه بها كأنه نال قطعة من أرض الجنة".
ويوضح أن "الاحتفالات كانت تبدأ بظهور اسم الحاج بكشوف قرعة الحج المصرية، عندها كانت تبدأ وفود المهنئين من الأقارب والجيران والقرية وحتى القرى المجاورة، مع كل صلاة في التوافد إلى بيت الحاج الذي يستقبلهم بالشاي والشربات، في جلسات يتخللها قراءة القرآن من أحد مشايخ القرية، أو محفظي القرآن لقاء أجر".
ويلفت إلى أن "الاحتفالات كانت تمتد إلى الليل حيث تتجمع نساء العائلة داخل الدار، ويجلس الرجال خارجها، في سهرات تشبه السهرات الرمضانية يحكي قدامى الحجاج تجاربهم ونصائحهم وذكرياتهم، ويلقي بعض المشايخ المواعظ والأحاديث، بينما يشرب الجميع الشاي والقهوة والحلبة كعادة أهل الريف".
وعن النساء، يوضح أن "احتفالهن داخل البيت لم يكن يخلو من الدق على الطبلة الدربكة أو الدف وغناء بعض الأغاني الدينية والشعبية".
ويؤكد أن "الحجاج من الأغنياء كانوا يفتحون دوارهم أو مضايفهم لاستقبال المهنئين، مع حضور صييت أو منشد ديني أو حتى بعض المنشدات من النساء في حب الرسول".
ويحكي: "والدي لم يُقبل اسمه بكشوف الحجيج مطلع ثمانيات القرن الماضي، فكانت صدمة كبيرة، وأقبل وفود الجيران والأهل والأقارب لمواساته، وسط مشاعر حزن سادت القرية، حينها، لكنها تبدلت العام التالي عندما ضمت كشوف القرعة اسم والدي، فعادت وفود المهنئين وظلت أياما لا تنقطع، حتى عودة والدي من الحج".
ويوضح أنه "مع اكتشاف البترول في السعودية، ومع توافد ملايين المصريين عليها للعمل في جميع المهن غير التعليم، عاد ملايين الشباب بلقب حاج، ما تراجعت معه الاحتفالات والطقوس والعادات الريفية قبل ذهاب الحاج وبعد عودته".
"طعام وشراب ونقوش ورسوم"ومن الحاج خالد، إلى الحاج مجدي، يقول الرجل: "عاصرت حج جدي وجدتي وأبي وأمي وأنا صغير وكبير، وجدى كان من ذوي الأملاك، ومع كل حجة له كانت تتجمع الوفود ليل نهار للتهنئة، وكان الطعام لا ينقطع عن البيت بصواني الإفطار والغذاء والعشاء، مع تكليف عمال الأرض بتقديم الشاي والقهوة والشربات".
ويوضح لـ"عربي21"، أن "الاحتفالات كانت تظل قائمة حتى يوم السفر، الذي كان على الأغلب إلى ميناء السويس لركوب الباخرة، ولاحقا صار إلى مطار القاهرة، وكان بعض المقربين يصرون على الذهاب مع الحجاج حتى ركوب الباخرة، أو الطائرة، ثم يعودوا للقرية ليقصوا كل التفاصيل وكأنهم هم من ذهبوا للحج".
ويبين، أن "بيت الحاج لم يكن ليهدأ خلال مدة الحج التي كانت تصل 45 يوما في رحلة الذهاب والعودة بالمركب ونحو شهر بالطائرة، حيث يقوم أبناء الحاج وأسرته في توضيب البيت لحين عودة الحاج، باستدعاء البنائين لعمل حجرات وأبنية جديدة تسع المهنئين، واستدعاء صنايعية المحارة والبلاط والبياض وبعدهم النقاشين والرسامين والخطاطين".
ويلفت إلى أنه "كان يتجمع الأهالي أمام بيت الحاج لمشاهدة العمل اليومي، وكيف تطور، حتى يأتي اليوم الموعود ويتجمع الرجال والنساء والأطفال لمشاهدة الرسام وهو يرسم على واجهة البيت بعد بياضه بالجير والألوان بين الأصفر والفيروزي والأخضر والأحمر، الطائرة والسفينة والكعبة، ويكتب كلمة: (حج مبرور وذنب مغفور ياحاج –ويضع اسم الحاج-)".
ويشير إلى أن "تلك الكلمة وتلك الرسوم إلى جانب عبارت أخرى مثل (الشهادتين) و(الله أكبر) فوق باب البيت، كانت تعني لأي غريب عن القرية أن صاحب هذا البيت حج بيت الله الحرام، فيما كانت تكشف حداثة الرسوم والنقوش أو قدمها المدى الزمني الذي زار فيه صاحب البيت الكعبة المشرفة".
"بناء جديد.. ويوم ممطر"ويحكي الحاج عبدالمنعم: "حج أبي 4 مرات الأولى كانت عقب نصر أكتوبر 1973، حينها كانت بيتنا من الطين، فقرر أبي أن يبني حجرتين جديدتين وصالة بينهما تكون مكانا لاستقبال جدي، والمهنئين له، حينها ظل البنائون وباقي الصنايعية يقومون بأعمالهم بينما الغناء والأناشيد والطعام لا ينقطعون".
ويضيف لـ"عربي21": "حينما اقترب موعد عودة جدي، اجتمع والدي وأعمامي وأبناء عمومة جدي وأخوال أبي وبعض الجيران، وقرروا السفر للقاهرة من قريتنا في جنوب محافظة الشرقية، لاستقبال جدي بمطار القاهرة، حينها رفض أبي اصطحابي خوفا علي من السفر وبرد الشتاء، ولكنهم عاشوا ظروفا صعبة".
وواصل: "لقد شهدت مصر حينها موجة مطر شديدة لعدة أيام، وبعد استقبالهم لجدي في مطار القاهرة لم يجدوا سيارة تقلهم إلى قريتنا واضطروا وهم أكثر من 15 رجلا للمبيت عند أحد أقارب جدي، ليعودوا إلى القرية في اليوم التالي قبل خوض نحو 20 كيلو مترا في الطين وهم يحملون أمتعة جدي".
ويوضح أننا "لم نعد نعيش تلك الأجواء، فالحاج تقله سيارة من أمام البيت حتى المطار، ومعه بضعة أشخاص، وذات الأمر يتكرر عند العودة، بلا طقوس ولا احتفالات".
"مؤن وزوادة تكفي الجميع"وتؤكد الحاجة، أم عبده، أن "كنا نأخذ جميع أنواع الطعام معنا، بداية من اللحوم التي كان يتم تشويحها مع السمن البلدي ووضعها في برطمان بلاستيك غير قابل للكسر، لتكون كل قطعة لحم وجبة يومية أساسية للحاج مع رغيف خبر بلدي من القمح الصافي، كنت أخبزه مع أمي وجدتي خصيصا لرحلة الحج".
وتشير إلى أننا "كنا نصطحب كل المؤن والزوادة وكأننا ذاهبون إلى الحقل، ففي رحلة الباخرة التي كانت تستغرق ذهابا نحو 3 أيام بلياليها، لا ننسى الجبن الفلاحي القريش والحادق، بجانب خضروات ومواد غذائية مثل الطماطم والبطاطس والأرز والمكرونة والصلصة والزيت والسكر والشاي والبلح المطبوخ بالسمن البلدي، حيث كنا نعد طعامنا بأنفسنا، ونعطي بعضنا بعضا".
وتبين أن "الحاج كان يعود حاملا معه هدية لكل أفراد الأسرة فردا فردا صغيرا وكبيرا، وذلك إلى جانب الجيران الذين كان ينالهم حظا واسعا من الهدايا التي كانت لا تخرج عن السبح والمسك والسواك والملابس الحريمي والايشاربات والملابس الرجالي، وذلك إلى جانب هدية ماء زمزم".
"اختفت الطقوس وحضرت بالإنترنت"ويؤكد الحاج خالد، والحاج مجدي، والحاج عبدالمنعم، والحاجة أم عبده، أن "أغلب طقوس الاحتفال بالحجيج اختفت، ولم يعد هناك وفود للمهنئين ولا المودعين للحجاج التي تقتصر على أقرب الأقارب، في أمر خاص جدا ينتهي أمام كل بيت مع ركوب الحاج السيارة إلى المطار أو الميناء أو إلى تجمع الحجيج في أفواج".
ويلفتون أيضا إلى اختفاء "رسومات الكعبة والسفينة والطائرة وكلمات حج مبرور وذنب مغفور من جدران البيوت في مصر، مع تحول أكثرها إلى عمارات ومباني أسمنتية يعلوها دهانات وسيراميك وأنواع متعددة من التشطيب الحديث".
ويوضحون أن "الحاج الذي كانت تجتمع له القرية كاملة قد لا يعرف اليوم الأقارب ولا الجيران بسفره إلا عندما ينشر صورة له بملابس الإحرام وهو يغادر المطار، أو وهو أمام الكعبة المشرفة أو بالمسجد النبوي، عندها تنهال عليه التهاني والتبريكات ويطلب الجميع منه الدعاء".
وتتبارى شركات السياحة بنشر مقاطع مصورة لحجاج بيت الله الحرام بينما ترتاد أتوبيسات نقلهم إلى المطارات والمونئ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحتفل كل شركة بطريقتها، وبينها عبر "دي جي" يطلق الأناشيد الدينية والشعبية.
وينشر بعض الحجيج مقاطع للحظات وداعهم، بينما يلبون قائلين: لبيك اللهم لبيك"، أو يغني مودعوهم بعض الأغاني الشعبية الشهيرة، مثل "راحة فين ياحاجة" التي صارت أيقونة يرددها المصريون أثناء فترة الحج.
"78.500 حاج مصري"أكدت اللجنة العليا للحج والعمرة، أن عدد الحجاج المصريين هذا العام يبلغ نحو 78.500 حاج، موزعين على وزارة الداخلية (حج القرعة)، والتضامن (حج الجمعيات)، والسياحة (الحج السياحي).
وأعلنت شركة "مصر للطيران" أنها ستنقل في موسم الحج لهذا العام 1446هـ / 2025م، نحو 66.500 حاج عبر 654 رحلة جوية، بواقع 324 رحلة في مرحلة الذهاب و330 رحلة للعودة.
ويشكو مصريون من ارتفاع أسعار الحج الذي يتخذ 3 أشكال من السفر هي: خمس نجوم (من 520 إلى 580 ألف جنيه) واقتصادي (250 إلى 275 وحتى 295 جنيه) وبري (225 إلى 245 وحتى 260 ألف جنيه)، وجميعها لا تشمل تذاكر الطائرة.
وبينما تبلغ أسعار حج الجمعيات الأهلية في مصر بين (240 إلى 268 وحتى 395 ألف جنيه)؛ تتراوح تكلفة التأشيرة الخاصة بالحج المباشر بين 4 و5 آلاف دولار، بالإضافة إلى تكلفة برامج الحج السياحي المختلفة.
اقرأ على الموقع الرسمي
إليك ايضا :
- نجلاء الودعاني تعلن طلاقها رسميًا وتعلق: السبب لن يعرفه حتى الجني الأزرق
- الثوم النيء: سر الجمال والمناعة والخصوبة
- حظك اليوم الأربعاء 18 حزيران/يونيو 2025
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحافة الجديد وقد قام فريق التحرير في صحافة 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.