التبادل التجاري بين العراق وسوريا يعود للحياة.. هل ينهض من تحت ركام الأزمات؟

- بواسطة : (سبونتيك ) -
غير أن هذا الشريان لم يكن بمعزل عن الاضطرابات الإقليمية والتحولات السياسية، فقد تعرض في السنوات الماضية لتوقفات متكررة نتيجة النزاعات الأمنية والإغلاقات الحدودية، ما ألقى بظلاله الثقيلة على حركة التجارة، وتسبب بخسائر اقتصادية وتعطيل سبل العيش للآلاف من العاملين في قطاع النقل والتجارة الحدودية.وفي يوم السبت الماضي، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية، إعادة افتتاح منفذ القائم الحدودي بشكل رسمي بين العراق وسوريا، واستئناف حركة التبادل التجاري والمسافرين عبره، بعد فترة من التوقف، فيما أشارت إلى أن المنفذ شهد عبور أول شاحنة سورية إلى داخل الأراضي العراقية، بعد إتمام إجراءات التفتيش والإقامة. يذكر أن الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية أعلنت، يوم الخميس الماضي، افتتاح معبر البوكمال (القائم) الحدودي مع العراق أمام حركة عبور المسافرين والشاحنات، اعتباراً من يوم السبت الماضي، فيما أكدت الهيئة، جاهزية كوادرها وجميع المرافق الخدمية في المعبر، داعيةً المسافرين وسائقي الشاحنات إلى "الالتزام بالتعليمات والإجراءات المعتمدة، لضمان انسيابية الحركة وسلامة العبور".وأغلق المنفذ في (كانون الأول/ ديسمبر 2024)، عقب تطورات الأحداث السورية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وبعد انسحاب الحيش السوري من الجانب المقابل للمعبر في مدينة البوكمال، حيث تم منع أي حركة عبور باستثناء العراقيين الراغبين في العودة إلى بلادهم من الأراضي السورية.ويُعد معبر القائم الحدودي بين العراق وسوريا من أبرز المنافذ الحيوية للتبادل التجاري بين البلدين، إذ بلغ حجم التبادل التجاري عبره خلال عام 2024 نحو مليار دولار، وفقاً لإحصائيات مجلس الأعمال "العراقي-السوري".العراق يأمل بعودة "التبادل التجاري" مع سوريا إلى سابق عهده ويقول مالك الرديعي، مدير عام القطاع الخاص في وزارة التجارة العراقية، في حديث لـ "سبوتنيك"، إن "الظروف الحالية التي تمر بها سوريا تمثل عاملاً رئيسياً في انخفاض معدلات التبادل التجاري بين البلدين، رغم الرغبة الكبيرة لدى المنتجين السوريين والعراقيين بتعزيز العلاقات الاقتصادية".ووفقاً للرديعي، فإن المنتج السوري، سواء الصناعي أو التجاري، مرحب به في السوق العراقية، والعكس صحيح أيضاً، حيث تحظى المنتجات العراقية بثقة السوق السورية، مشيراً إلى أن العلاقات المجتمعية الوثيقة والتقارب الاجتماعي والثقافي بين الشعبين يشكلان قاعدة قوية لتعاون اقتصادي طويل الأمد.ويضيف أن العراق لا يواجه خلافات سياسية مع سوريا، بل يسعى إلى نزع فتيل الأزمات في المنطقة، مؤكداً في ذات الوقت أن الظرف الحالي في سوريا هو ظرف انتقالي، وهي تمر بمرحلة إعادة ترتيب سياسي واقتصادي تحتاج بعض الوقت.ويعرب الرديعي، عن أمله في أن تشهد سوريا تحسناً في أوضاعها الأمنية والسياسية قريباً، ما يسهم في عودة التبادل التجاري بين البلدين إلى أعلى مستوياته، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التعاون الاقتصادي على المستوى الرسمي والمجتمعي.في المقابل، كشف إبراهيم شلش، عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال "السوري- العراقي"، عن تراجع كبير في حجم التبادل التجاري بين العراق وسوريا، مشيراً إلى انخفاضه من نحو 80% قبل عام 2011 إلى 5% فقط في الوقت الراهن، بسبب الأوضاع التي مرت بها سوريا وإغلاق الحدود مؤخراً.وفي تصريحات لوسائل إعلام عراقية، يقول شلش، إن عدداً كبيراً من التجار العراقيين يمتلكون وكالات حصرية لشركات سورية، لكن توقف حركة الحدود ألحق بهم خسائر فادحة، مبيناً أن العراق كان يعتمد بشكل كبير على استيراد السلع السورية، من الأغذية والخضار والفواكه إلى الألبسة والأدوية والصناعات البلاستيكية.الصدمة السياسية بعد "طوفان الأقصى" أثرت على العلاقات الاقتصاديةوكان وزير الاقتصاد السوري في الحكومة المؤقتة باسل عبد الحنان، كشف في (6 كانون الثاني/يناير 2025)، عن وجود خطط حكومية لتطوير العلاقات الاقتصادية مع العراق.ويستقبل العراق في العادة يومياً عشرات الشاحنات المحمّلة بالمنتجات السورية المصدّرة، وعلى رأسها المحاصيل الزراعية، إضافة إلى المواد المنزلية والمنسوجات والصناعات الغذائية والزيوت والمنظفات والألبسة، التي ساهمت في تلبية جزءٍ مهم من احتياجات السوق العراقية.في غضون ذلك، يقول أحمد السراج، المحلل السياسي، إن "التغيرات التي أعقبت عملية طوفان الأقصى لم تقتصر على الجانب السياسي أو الاجتماعي فقط، بل امتدت لتشمل تداعيات اقتصادية واضحة بين العراق وسوريا"، لافتاً إلى أن "العلاقة الاقتصادية بين البلدين هي نتاج سنوات طويلة من التداخل والتعاون، وليس وليدة ظرف طارئ أو فترة قصيرة".ويشير السراج، خلال حديثه لـ "سبوتنيك"، إلى أن الصدمة الكبرى، من وجهة نظر عراقية، تمثلت في التغيير السياسي في سوريا"، موضحاً أن "النظامين السابقين، سواء في عهد الرئيس حافظ الأسد أو الرئيس بشار الأسد، كانا يتمتعان بعلاقات حزبية واجتماعية متجذرة مع العراق، وهو ما انعكس سابقاً في تقارب اقتصادي وتجاري وثيق".ويضيف أن "العلاقة الاقتصادية بين البلدين، رغم مرورها أحياناً بحالات مدّ وجزر نتيجة الخلافات السياسية، كانت دائماً تُبنى على أسس من التبادل التجاري والسياحي المتين"، مبيناً أن "ما نسبته 80% من هذا التبادل قد تأثر بل وربما أكثر من ذلك"، بحسب تعبيره.ويلفت السراج، إلى وجود تحسس سياسي متبادل بين النظامين العراقي والسوري، مضيفاً أن هذا التحسس لا يرتبط فقط بالمواقف الرسمية، بل أيضًا بمواقف طائفية من بعض الجهات السورية تجاه العراق، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ملف الانفتاح الاقتصادي.ويتابع قائلاً إن "الطابع الديني للنظام العراقي الحالي، والخلفية الشيعية له، شكّلا عاملاً إضافياً للتوتر، خاصة فيما يتعلق بملفات حساسة مثل زيارة المراقد الدينية في سوريا وعلى رأسها مقام السيدة زينب حيث ساهمت هذه القضايا، في خلق بيئة غير مستقرة أثّرت سلبًا على العلاقات التجارية بين البلدين".وبحسب المراقبين العراقيين، فإن التبادل التجاري بين العراق وسوريا لا يزال محدوداً للغاية، موضحاً أن الصاد

وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل التبادل التجاري بين العراق وسوريا يعود للحياة.. هل ينهض من تحت ركام الأزمات؟ وتم نقلها من سبونتيك نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

علما ان فريق التحرير في صحافة 24 نت بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

تابعنا

متعلقات والاكثر مشاهدة في
احدث الاضافات