في ليلة حزينة ، جاءت إلى الدنيا طفلة بريئة، لا ذنب لها سوى أنها وُلدت بين أب جائر وأم مستسلمة لا تملك من الأمر شيئًا، غير مدركة أن قدراً قاسياً ينتظرها منذ أولى لحظات حياتها، فمنذ اللحظة الأولي الذي علم فيها الأب أنها بنت وعرفت القسوة والرفض طريق قلبه نحوها.
حالة من القهر والظلم عشناها منذ الدقيقة الأولى في فيلم "عقب الصبا" الذي عرض ضمن مشاريع تخرج طلاب الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، بمدينة الإنتاج الإعلامي، والذي قامت بإخراجه بسملة يسري، وكانت بطولة الفيلم للطفلة الفنانة لميس محمود التي أبدعت منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها، حتى قبل أن تتكلم، فنظراتها ومشاعرها كانوا قادرين على إيصال كل القهر والظلم التي تعيشه تلك الطفلة الريفية البريئة.
فيلم "عقب الصبا" سلط الضوء على قضايا اجتماعية مؤلمة لا تزال تسكن بين طيات مجتمعاتنا، مستعرضًا رحلة مأساوية لبنت لم تختَر قدرها، فالفيلم يُصوِّر قصة الأب الذي يغضب لإنجاب بنت بدلًا من الولد الذي طالما حلم به، ليبدأ سلسلة من القهر والقرارات المجحفة التي تُحكم على حياة الطفلة بالمعاناة منذ نعومة أظفارها.
واجهت الطفلة أولى صدمات حياتها، حين قرر الأب أن ينحر براءتها بيديه، ويخضعها لجريمة الختان تحت ستار التقاليد القاسية، كان المشهد قاسيا استطاعت الطفلة صبا " لميس محمود" وأمها " شهيرة الصوري" أن تجسد لحظات الضعف ببراعة شديدة، ومرت الأيام وحاولت الطفلة أن تتناسى الألم التي عاشته ولكن لم تلبس أن تنساه حتى جاء جبروت الأب ليعتدي عليها بالضرب المبرح بل وحلق شعرها، فقط لأنها كانت تلعب وحاول أحد الأطفال أن يتحدث إليها، وكأنها بفعلتها هذه وضعت رأسه في الوحل.
تتصاعد الأحداث عندما تُباع الطفلة لرجل يكبرها بعشرات السنين مقابل مبلغ مادي، تلمع براعة الفيلم في تصوير لحظات الخوف والرعب في عيون الطفلة التي لم تعرف من الحياة سوى اللعب، لتجد نفسها فجأة في أحضان من كانت تناديه "يا عمي"، شعورها بالظلم والقهر تجسد في كل مشهد، خاصة عندما تمنّت لو كان الموت أفضل من هذه الحياة القاسية.
ولم يختلف الزوج كثيرا عن الأب لتجد الطفلة نفسها في سجن جديد، والأدهى من ذلك أنها أكتشفت حملها، فتخيل أن تحمل طفلة في طفلة مثلها، فأي ظلم هذا؟ وأي مجتمع صادم التي تعيش فيه تلك الفتاة؟ وبسبب خطأ صغير أقترفته تلك الطفلة البريئة وهو ذهابها لبيت أمها دون إذن الزوج، أخذ يضربها بكل ماأوتي من قوة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، فالحقيقة أنها بموتها قد تحررت بالفعل من كل هذا الظلم الذي عاشته، فهذا الفيلم كان بمثابة ناقوس إنذار لمجتمع قد لا نعرف عنه الكثير، أو أننا نعرف ولكن نصمت.
الحقيقة أن صناع الفيلم أبدعوا ليصل المشاهد لحالة من الإختناق مما يشاهد، ويشعر وكأنه يريد أن يأخذ تلك الطفلة البريئة ويحررها، وكم من مشاهد تركه الفيلم في حالة غضب وعجز بعد موت الطفلة، ولكن يفتح الفيلم الباب للنقاش حول أهمية مواجهة تلك العادات المتعجرفة التي تدمر حياة الفتيات في الريف.
ديكور الفيلم جاء ليُكمل الحالة العامة للفيلم، حيث نُقلت الأجواء بدقة عبر التفاصيل البسيطة التي عكست طبيعة البيئة الريفية المغلقة التي تدور فيها الأحداث، ولإضاءة واختيار الألوان ساهم في إيصال حالة الكآبة والقهر التي خيّمت على حياة الشخصيات، بالإضافة للإخراج التي برعت فيه المخرجة، فالفيلم ليس فقط عملًا فنيًا مميزًا، بل رسالة قوية تدعو إلى التغيير، فكل عناصر العمل خلقت حالة متكاملة جعلت من هذا الفيلم تجربة استثنائية تستحق المشاهدة والتأمل.
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل شيماء منصور تكتب: عقب الصبا طفولة موءودة بين قسوة الأب وسطوة العادات وتم نقلها من صحافة الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة 24 نت بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)