وأكدت الكاتبة على أن الغجر، الذين تعود أصولهم إلى شبه القارة الهندية، قد بدأت هجرتهم نحو فارس (إيران اليوم) في القرن التاسع. هناك عُرفوا بأسماء مثل "لولي Luli" و"زوت Zott". استقروا لفترات طويلة في إيران وأرمينيا، كما يظهر من المفردات الفارسية والأرمنية في لهجاتهم. لاحقًا، دخلوا الأناضول ثم الإمبراطورية البيزنطية، حيث أُطلق عليهم اسم "تسيجاني Tsigane" المشتق من كلمة يونانية تعني طائفة مهرطقة.
وأفادت الكاتبة أنه رغم اعتقاد البعض بارتباطهم بمصر أو التتار، فإن الدراسات الحديثة تنفي هذه الصلات. وكانت هجرة الغجر نحو أوروبا مرتبطة جزئيًا بالتوسع العثماني في المنطقة. ومع ذلك، بقيت غالبية الغجر في تركيا، وجنوب شرق أوروبا، والمجر، حيث لا يزال وجودهم الأبرز حتى اليوم.
الغجر، الذين ينقسمون إلى فرعين رئيسيين (سنتي ورومان)، غادروا شمال غرب الهند (راجيستان والبنجاب) عبر ثلاث موجات كبيرة من الهجرة:
الرومان: هاجروا نتيجة فتوحات الغزنويين في شمال غرب الهند (القرن العاشر والحادي عشر)، واستقروا في البداية ببلاد الشام وشمال إفريقيا، بينما توجه البعض إلى أوروبا عبر بيزنطة.
وبحلول القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، انتشر الغجر بشكل أوسع نتيجة الطرد والاستعمار الأوروبي، ليصلوا إلى الأمريكتين، أستراليا، جنوب إفريقيا، وغيرها.
اليوم، يعيش في أوروبا حوالي 10-15 مليون غجري، أغلبهم في دول مثل بلغاريا، رومانيا، المجر، وصربيا، حيث يشكلون حوالي 10 بالمئة من السكان.
وساهم هذا الاعتقاد في قبول الغجر في أوروبا، حيث اعتُبرت أصولهم المصرية أسطورة ذات مكانة دينية. غير أن العلماء اكتشفوا في القرن الثامن عشر أن أصول الغجر تعود إلى الهند. وفي القرن العشرين، بدأت علاقة محدودة من التضامن بين الغجر والهنود.
وفي تشيكوسلوفاكيا، خضعت نساء الغجر للتعقيم القسري دون موافقتهن. وبالحديث عن فرنسا وإيطاليا، تم تدمير مخيمات الغجر وطُرد الآلاف منهم، دون توفير مساكن دائمة لهم.
وقالت الكاتبة إن معاناة الغجر و"السنتي" في أوروبا، تعود إلى طبيعة ثقافتهم التي كانت تُعتبر "غريبة" و"مختلفة"، مما أدى إلى اضطهادهم. وساعدت العزلة الاجتماعية التي عاشوها في الحفاظ على جزء كبير من تراثهم الثقافي والجيني الهندي، مما جعلهم يُعتبرون غريبين وغير مقبولين في نظر الأوروبيين. وكانت مهنة الحدادة التي مارسها الغجر أيضًا تشكل تهديدًا اقتصاديًا للغالبية الأوروبية، مما دفعهم لربط هذه المهنة بالشر، بل وصل الأمر إلى اتهامهم بتحمل مسؤولية صنع المسامير التي استخدمت في صلب المسيح.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الشخصيات الشهيرة مثل تشارلي شابلن، بابلو بيكاسو، إلفيس بريسلي، والأم تيريزا، التي يُقال إن لهم أصولًا غجرية، رغم أن إثبات هذه الروابط كان صعبًا قبل القرن العشرين بسبب رغبة الغجر في البقاء بعيدًا عن البيروقراطية.
وظهرت المجتمعات الرومانية في الهند كموسيقيين وفنانين وعمال معادن، حيث تعرضوا للتمييز وتم طردهم من المعابد. بعد ذلك، تم إرسالهم إلى إيران حيث انقسموا إلى مجموعتين: إحداهما اتجهت شمالًا نحو أرمينيا وروسيا لتصبح الغجر الرومان، بينما اتجهت الأخرى جنوبًا نحو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت الكاتبة إن معظم الغجر في الهند هم من الهندوس، بينما دمج بعضهم العديد من الممارسات الهندوسية مع معتقداتهم الخاصة. هناك أيضًا مجموعتان من الغجر المسلمين في باكستان، مثل "أرهاغار" الذين يمارسون الإسلام.
وينتشر الغجر في منطقة البلقان، الذين يُعرفون أيضًا باسم "رومان"، في بعض مناطق شرق أوروبا وآسيا الغربية مثل يوغوسلافيا ومولدافيا وتركيا وإيران وأوكرانيا، ورغم اختلاف أماكن إقامتهم، يحافظ الغجر على خصائصهم المشتركة، خاصة نمط حياتهم الغامض.
واختتمت الكاتبة التقرير بالقول إنه فيما يخص الاندماج مع المجتمع الهندي، عقدت الحكومة الهندية العديد من المؤتمرات لدعم الاعتراف بالغجر كأقلية وطنية. على سبيل المثال، في 2016، تم تنظيم مؤتمر من قبل مجلس العلاقات الثقافية الهندي للاحتفاء بالجذور الهندية للغجر، حيث أكد وزير الخارجية سوشما سواراج أهمية إعادة اكتشاف تاريخهم المرتبط بالهند. وتضمنت المبادرات أيضًا تقديم منح للطلاب الرومانيين في الهند وتعزيز الروابط الثقافية بين الغجر في الهند والمجتمعات الرومانية في الخارج.
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل ماذا تعرف عن الغجر ومن أي البلاد جاؤوا؟.. هذه خارطة انتشارهم حول العالم وتم نقلها من صحافة الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة 24 نت بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)