صحافة 24 نت - تفاصيل عن 21 سبتمبر تقريرفي عالم تهيمن عليه القوى الكبرى عسكرياً وتقنياً، كان من النادر أن تبرز تجربة... من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية, والان ننشر لكم التفاصيل كما وردت فتابعونا.


21 سبتمبر/ تقرير

في عالم تهيمن عليه القوى الكبرى عسكرياً وتقنياً، كان من النادر أن تبرز تجربة عسكرية من دولة محاصرة ومنهكة كاليمن، لتفرض نفسها كمرجع يستند إليه في إعادة صياغة قواعد الاشتباك وبناء العقائد القتالية الجديدة.

إلا أن ما حدث في البحر الأحمر خلال السنوات الأخيرة كشف عن معادلة غير تقليدية، دفعت الولايات المتحدة ذاتها – ومعها قوى أخرى كروسيا والصين – إلى إعادة النظر في هندسة جيوشها وفقاً لما بات يعرف بـ”المدرسة اليمنية” في خوض الحروب غير المتكافئة.

    لم يعد اليمن مجرد ساحة صراع محلية أو إقليمية، بل تحول إلى مصدر إلهام لتكتيكات عسكرية قلبت موازين الحرب، وفرضت واقعاً جديداً دفعت بالقوى العالمية لإعادة النظر في أساليبها القتالية.. فقد تمكن اليمن من تصدير تجربة فريدة وغير مألوفة، أثرت بشكل مباشر في العقيدة العسكرية للدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

    التقارير الصادرة عن مراكز بحثية غربية، وتحليلات كبار العسكريين الأمريكيين، تشير بوضوح إلى أن واشنطن لم تعد تطور قدراتها لمجرد مواجهة التهديدات التقليدية، بل شرعت بإعادة هيكلة قوتها البحرية تحديداً، استناداً إلى ما كشفته المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.

    وفي هذا السياق، نشر موقع “بزنس إنسايدر” الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، تقريراً كشف فيه عن تصريحات لقائد مدمّرة أمريكية، أكد فيها أن البنتاغون يستند حالياً إلى دروس المواجهة مع اليمن في البحر الأحمر لوضع خطط لمجابهة خصوم أقوياء مثل روسيا والصين. القائد البحري الأمريكي “توماس هدنر” صرّح بأن ما جرى في البحر الأحمر يمثل تجربة قتالية معقدة وغير مسبوقة، وأشار إلى أن الولايات المتحدة مضطرة اليوم لأخذ هذه التجربة بعين الاعتبار لتأمين مستقبل قواتها البحرية.

    وبحسب الموقع، فإن التوجه الأمريكي الجديد ينبع من التحديات الكبيرة التي واجهتها البحرية الأمريكية، والتي تجسدت في استنزاف الذخائر، والإرهاق العملياتي لطواقم المدمرات، وصعوبة إعادة التذخير حتى من موانئ يُفترض أنها صديقة. ورغم تفوق واشنطن العددي والتقني، فإنها وجدت نفسها عاجزة عن تحييد تكتيكات يمنية وُصفت بـ”بسيطة ولكن فعّالة”.

    الأمر لم يتوقف عند حدود التأثير الأمريكي فقط، بل امتد ليصل إلى روسيا التي بادرت بدورها إلى تبنّي النهج نفسه في صراعها مع أوكرانيا، وذلك من خلال تكثيف استخدام الطائرات المسيّرة رخيصة التكلفة، بعيداً عن اعتمادها الحصري على القوة التقليدية عالية الإنفاق. وقد لاحظ محللون روس هذا التغير، معتبرين أن اليمن كشف للعالم كيف يمكن لقوى ناشئة أن تفرض حضورها وتُكبّد خصوماً متفوقين خسائر جسيمة.

    في المقابل، سارت أوكرانيا على النهج ذاته، مما أدخل طرفي النزاع في حرب استنزاف متماثلة، تُدار بتكتيكات تشبه إلى حد كبير ما نفذته صنعاء خلال السنوات الأخيرة.

    ما يجري حالياً من تغييرات في خطط القوى الكبرى، هو اعتراف ضمني بأن اليمن لم يعد مجرد طرف يُواجه الضغوط، بل طرف يُملي قواعد جديدة للعبة. المدرسة اليمنية في إدارة الحروب القائمة على تقنيات منخفضة التكلفة وذات فاعلية عالية، قدّمت نموذجاً غير مسبوق لإحداث توازن ردع حقيقي، واستنزاف الخصم بأسلحة يُفترض أنها متواضعة.

    ولعل استهداف حاملات الطائرات بالصواريخ الباليستية، واستخدام المسيّرات ضد السفن الحربية، يُعدان سابقة عسكرية غير مألوفة، جعلت من التجربة اليمنية مادةً تُدرس داخل غرف التخطيط الاستراتيجي للدول الكبرى.

    إن ما فرضه اليمن من معادلات ميدانية وقواعد اشتباك جديدة، لم يعد مجرد إنجاز عابر، بل أصبح تحولاً استراتيجياً سيغّر وجه الحروب في المستقبل.. وبينما تسعى واشنطن، ومعها قوى دولية كبرى، لتكييف قدراتها مع ما فرضته المدرسة اليمنية، يتأكد أن عصر الهيمنة التقليدية قد بدأ في التلاشي، لصالح نماذج قتال غير متكافئة، قادرة على إعادة تعريف موازين القوة وتكلفة الردع في العالم الحديث.



    اقرأ على الموقع الرسمي


    إليك ايضا :

    1. "حماس" تسرب رسالة من الحوثيين (وثيقة)
    2. حريق هائل في صنعاء يلتهم مؤسسة تجارية ويتسبب بخسائر مادية كبيرة "فيديو"
    3. اتفاق اقليمي ودولي بشأن اليمن 

    كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على موقع 21 سبتمبر وقد قام فريق التحرير في صحافة 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    \
    تابعنا :

    اخبار مميزة اليوم

    اخر الاضافات