مائدة عامرة وضمير غائب!

صحافة 24 نت - تفاصيل عن أميرة صليبيخفي المطعم يتحلقونّ حول المائدة بانتظار أطباقهم الشهية، يمرّرون الضحكات والأحاديث... مائدة عامرة وضمير غائب!, والان ننشر لكم التفاصيل كما وردت فتابعونا.


أميرة صليبيخ

في المطعم يتحلقونّ حول المائدة بانتظار أطباقهم الشهية، يمرّرون الضحكات والأحاديث اللطيفة فيما بينهم، ويتباهون أمام العائلات الأخرى بأنهم لا يقلّون سعادة عنهم، يوثقون لحظاتهم في كل منصات التواصل الاجتماعي ليؤكدوا للعالم بأنهم عائلة مثالية جداً وسعيدة.وهناك في أقصى الزاوية تجلس عاملة المنزل، تحاول أن تغض الطرف عن طعامهم، لكن صوت الجوع أعلى من أي صوت. تحاول أن تتجاهل سعادتهم التي تذكرها بأنها وحيدة جداً.

العاملة المهمشة، كائن خارج إطار العائلة، لا تُرى إلا وقت الحاجة. ممنوعة من الضحك أو استخدام الهاتف أو الحركة. ممنوعة من الحديث مع العاملات الأخريات، ممنوعة من الاقتراب من الطعام. ممنوعة من أبسط أشكال الحياة. ممنوعة من أن تكون إنسانة. هذا المشهد ليس نادراً، بل هو مألوف حد التعود، مكرّر حد الوقاحة، ومؤلم حدّ الخجل من أنفسنا، لدرجة تجعلني أتساءل: هل صرنا نعاني من نقص الإنسانية والرحمة أم أن هذا الأمر طبيعي جداً؟

يقول المهاتما غاندي: «مستوى تحضّر المجتمع يُقاس بطريقة تعامله مع أضعف أفراده». ولذلك إذا أردت أن تعرف أخلاق أي شخص، انظر كيف يتعامل مع العامل، مع الحيوانات، مع كبار السن، مع المرضى والضعفاء ومع من لا يملكون شيئاً في هذه الحياة أو مع من لا مصلحة لديه عندهم. هذه التصرفات تشي بالكثير.

    ما جدوى أن تنشر تغريدات تمجّد الإنسانية في حسابات التواصل، وتدعي بأنك إنسان ذو أخلاق عالية، حتى ترسم صورتك أمام الآخرين بأن مثالي ورائع، وفي الحقيقة أنت ترسل هذه التغريدات وأنت جالس بوقاحة أمام إنسانة لم تتناول شيئاً منذ وجبة الصباح وتؤلمها رائحة طعامك!التحدي الأكبر أمام الأسر هو في تعليم أبنائهم الرحمة، وهو أمر لا يلقنّ، بل يُمارس من قِبل الوالدين، ويُستشعر من قِبل الأبناء. فإن كنت خالياً من الرحمة والإنسانية والشفقة فلن يكون أبناؤك مختلفين عنك إلا من رحم ربي.

    العالم يختبر إنسانيتنا في كل يوم وفي مختلف المواقف، وعليك في كل يوم أن تذكرّ نفسك بأن الآخرين هم مثلك أيضاً يشعرون ويتألمون. وفي هذا الموقف أتذكر أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي خدم رسولنا الأكرم عشر سنوات، حيث قال «خدمتُ رسول الله (ص) عشر سنين، فما قال لي أُفٍّ قط.....». فحاول أن تكون أكثر إنسانية، وارحم الآخرين، واقتدِ بنبي الرحمة الذي لم يعرف القسوة يوماً حتى مع الجمادات، وتذكّر أن الطفل الذي لم يتعلّم الرحمة هو مجرد قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجهك يوماً ما.



    اقرأ على الموقع الرسمي


    إليك ايضا :

    1. علماء يكتشفون "اتصالات" غريبة بين كائنات ذكية غير بشرية فى محيطات الأرض
    2. رغم غموض حالتها.. ملك أحمد زاهر تخرج من المستشفى وهذه آخر تطورات حالتها الصحية
    3. تفاصيل الوفاة الصادمة المأساوية لطليق كاريشما كابور

    كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحافة الجديد وقد قام فريق التحرير في صحافة 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    \
    تابعنا :

    اخبار مميزة اليوم