تدخل الأهل في علاقة الزوجين.. إليكم العواقب وطرق المنع!

- بواسطة : (صحافة الجديد ) -

لا يمكن أن تستقيم العلاقة الزوجية أو تنعم بالاستقرار في ظل تدخل الأهل فيها. فبمجرد دخول طرف خارجي، حتى وإن كانت نواياه طيبة، تصبح الحياة بين الزوجين بمثابة قنبلة موقوتة، وقابلة الانفجار في أي لحظة بسبب تكرار الخلافات وتراكم المشاحنات.

غالبًا ما تبدأ المشكلات بين الزوجين كأمور شخصية تخص علاقتهما فقط، ولكن عندما يتدخل الأهل، تتسع دائرة الخلاف لتشمل أفرادًا آخرين من العائلتين، مما يؤدي إلى تشعب الخلافات وتصعيد الموقف وتعقيده أكثر، ويصبح من الصعب حل الأزمة، وقد ينتهي الأمر بالانفصال أو الطلاق.

إن تدخل الأهل في علاقة الزوجين لا يحدث  فراغ، بل يشير إلى وجود خلل في التواصل أو في إدارة الأزمة. وهذا الخلل يجب تداركه سريعًا، من خلال وضع حدود واضحة تحمي خصوصية العلاقة، وتضمن استقلاليتها، مع الاتفاق على أن يكون اللجوء إلى الأهل في الحالات الضرورية فقط، وعند الحاجة إلى إصلاح حقيقي، لا لإشعال نار الخلاف أكثر.

إن غياب الحدود التي تكفل حماية خصوصية العلاقة بين الزوجين، يسمح بتسلل الفوضى إلى الحياة الزوجية، ويضعف منسوب الثقة بين الطرفين، ويهدد الانسجام الذي يحتاجه كل زواج ليستقر ويستمر بنجاح.

تدخل الأهل في علاقة الزوجين فيه اقتحام لخصوصية الحياة الزوجية

لماذا يحدث تدخل الأهل في علاقة الزوجين؟

من الطبيعي أن يحيا كل من الزوجين حياة زوجية هادئة ومستقرة بعد الزواج، وليحدث ذلك، يجب القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى تدخل الأهل في علاقة الزوجين، والتي يأتي على رأسها بحسب "داليا شيحة" خبيرة العلاقة الزوجية والأسرية، ما يلي:

الاعتياد على تلقي التوجيه من الأهل قبل الزواج.ضعف استقلالية أحد الزوجين أو كليهما، واعتمادهما على رأي الأهل في اتخاذ القرارات.رغبة الأهل في الشعور بالسيطرة أو الحماية المفرطة. ( سواء أهل الزوج أو أهل الزوجة)، ويعد ذلك خطئًا فادحًا.غياب التواصل المثمر بين الزوجين، مما يفسح المجال لتدخلات خارجية في محاولة للإصلاح.

ما حكم تدخل الأهل في علاقة الزوجين؟

الحقيقة أن لذلك عواقب وخيمة جدًا، وغير مقبول من جميع النواحي، وهو أمر لا يصح إلا في مواقف محدودة وللضرورة القصوى،  لما له من تداعيات خطيرة قد تصل إلى الطلاق، لذا يجب على جميع الأطراف (أهل الزوج، وأهل الزوجة، وكل من الزوجين) عدم السماح بذلك.

دعوني أروى لكم موقفًا أعجبني كثيرًا، حدث مع إحدى صديقاتي في بداية حياتها الزوجية، وهو أنه ومع تكرار حدوث الخلاف بينها وبين زوجها وعلى أتفه الأسباب، ومع ذهابها في كل مرة إلى بيت أهلها، وتصالحها مع زوجها وذهابها معه مرة أخرى إلى عش الزوجية، حيث روت له صديقتي أنه في إحدى مرات الخلاف، قرر أهلها عدم استقبالها، بعزمهم على عدم فتح بوابة المنزل لها، وهم داخل المنزل، وعندما حدث ذلك، شرعت هي وزوجها في الضحك، وعادًا سويًا إلى منزلهما.

قد يبدو هذا الموقف كوميديًا بعض الشيء، وقد يفهمه البعض على أنه تخلي من أهل الزوجة، ولكنه في الحقيقة درسًا جيدًا لها ولزوجها، كما أن فيه إشارة قوية إلى أهمية خصوصية الحياة الزوجية، خصوصًا وأنهما في بداية الزواج، وفي مرحلة دقيقة فيه، هي مرحلة التعارف الحقيقي الذي ينشأ عن الاحتكاك اليومي بينهما، والذي يتم من خلاله التعرف على الطباع، وفهم الاحتياجات.

كيف يؤثر تدخل الأهل في علاقة الزوجين على استقرار الزواج؟

يؤثر تدخل الأهل تأثيرًا خطيرًا وبالغًا، حيث تقول "داليا شيحة"، أن تدخل الأهل في كل صغيرة وكبيرة بين الزوجين يعد خطوة قوية نحو هدم كيان الحياة الزوجية، إذ يؤدي إلى حدوث ما يلي:

اهتزاز الثقة بين الزوجين، وفقدان الشعور بالأمان، وفتح الباب للشك فيما بينهما، والسبب هو شعور كل طرف بالاستياء بسبب نقل كل ما يحدث في الحياة الزوجية إلى الأهل.غياب الخصوصية، تقول شيحة أن الزواج علاقة خاصة جدًا، وأن تكرار تدخل الأهل في كل مشكلة يفقده أهم ما فيه، وتصبح العلاقة الزوجية بين الزوجين علاقة غير صحية بل ومؤذية أيضًا.تصاعد الخلافات وحدوث الانقسام داخل الحياة الزوجية، وهذا أخطر ما يمكن أن يحدث للزوجين، لأنه يعد بداية النهاية.صعوبة اتخاذ القرارات المهمة معًا دون أي تدخل، والشك في مصدر القرار الذي يفكر فيه كل من الزوجين.بمرور الوقت يصبح تدخل الأهل في علاقة الزوجين أمرًا عاديًا في كل مرة خلاف زوجي.يسود شعور قاسي جدًا لدى أي من الطرفين، بأن عليه إرضاء الأهل على حساب راحته واحتياجاته الشخصية في الزواج.تغير الخطط الزوجية بعد تدخل الأهل، مثلًا كثير من الأزواج والزوجات يتفقون على تأجيل الانجاب في بداية الزواج، فما إن يغير أحدهما الرأي، إلا ويكون السبب تدخل الأهل في ذلك القرار، مثلما يحدث في بعض الحالات التي تتدخل فيها الأم بين الابنة وزوجها أو العكس لاستعجال حدوث الحمل. ( تمامًا كما حدث في فيلم "الحفيد").

كل هذه المواقف تدل على أن تدخل الأهل في علاقة الزوجين قد تجاوز حدوده الطبيعية، وأصبح خطرًا على الحياة الزوجية.

تدخل الأهل في علاقة الزوجين قد يعجل بحدوث الانفصال

كيف يمكن التعامل مع تدخل الأهل في علاقة الزوجين؟

لمنع التدخل السلبي من الأهل، يجب اتباع خطوات عملية وواضحة، بحسب "داليا شيحة"، يجب الاتفاق في ما بين الزوجين على:

تفعيل مبدأ الخصوصية بقوة ودون تراجع.حل المشاكل والخلافات الزوجية بينهما وعدم اللجوء للأهل إلا في المواقف الخطيرة التي تستدعي ذلك.التحدث مع الأهل بحزم مغلف باللطف والاحترام، لتوجيههم بعدم التدخل في الحياة الزوجية.تعزيز الاستقلال المالي والعاطفي لكل من الزوجين، لكي لا يكون هناك سببًا لتدخل الأهل في علاقة الزوجين.تعامل الزوجان معًا كفريقًا واحدًا في الحياة الزوجية، والاتحاد في موجهة أي مشاكل تتربص بعلاقة كل منهما بالآخر.مواجهة تدخل الأهل في الحياة الزوجية بوحدة الصوت والفكر والعهد.

متى يجب اللجوء إلى الأهل؟

لا يعد تدخل الأهل في علاقة الزوجين سلبيًا دائمًا، ففي بعض الحالات، يحقق تدخلهما العديد من الإيجابيات كما في الحالات التالية:

الأزمات، إذ يقدم الأهل الدعم العاطفي أو المالي في أوقات الأزمة.تعامل الأهل بحيادية ودون تحيز لحل خلافً إذا كان لديهم نظرة ناضجة ومحايدة.إذا كان رغبة كل من الزوجين في تدخل الأهل طلب المشورة مع مراعاة عدم فرض الرأي.إذا رافق تدخل الأهل احترام الحدود الخاصة في العلاقة الزوجية.

خلاصة القول:

إن تدخل الأهل في علاقة الزوجين قد يكون فيه مدعى للخراب وزعزعة استقرار الحياة الزوجية، لذلك يجب على الزوجين، وضع قواعد تحمي خصوصية حياتهما، وتجعلهما مصدر القرار الوحيد في الزواج. فالعلاقة الزوجية الناجحة لا تتحقق فقط بالحب، بل بالفهم العميق لطبيعة علاقتهما بالأهل، والفصل بينها وبين خصوصية الحياة الزوجية.

تذكري عزيزتي الزوجة، أن احترامك لزوجك يبدأ من الحفاظ على ثقته بكِ، وعدم إفشاء أسراره مهما حدث، وأن للأهل حب واحترام لا يجب أن يتعارضا مع حب واحترام الزوج.

تذكر عزيزي الزوج، أن الحياة الزوجية ليست ملكًا لأمكِ أو أباك، وأنك رجلًا بما يكفي لمراعاة مشاعر جميع الأطراف، وجبر خواطرهم، أمك، أباك، من خلال برهما، و زوجتك من خلال الحفاظ على خصوصية علاقتك بها وحياتك معها، والحفاظ على كرامتها، وعدم هدر حقوقها، واعلم أن حياتك الزوجية خط أحمر لا يجب تجاوزه مهما حدث، هذه هي الرجولة الحقيقية.

مع تمنياتي لكل زوجين حياة سعيدة وهادئة ومستقرة،،،

وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل تدخل الأهل في علاقة الزوجين.. إليكم العواقب وطرق المنع! وتم نقلها من صحافة الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

علما ان فريق التحرير في صحافة 24 نت بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

تابعنا

متعلقات والاكثر مشاهدة في
احدث الاضافات