فتة العيد.. وجبة تاريخية تغادر موائد الفقراء في مصر (شاهد)

- بواسطة : (صحافة الجديد ) -
"صينية الفتة" إحدى أهم وجبات المصريين التاريخية التي كان يحرص على تقديمها الأثرياء يوم العيد للفقراء، والتي كانت تعتمدها الأسر الريفية كوجبة أساسية تجتمع عليها العائلة المصرية في المناسبات والأعياد.

ولأن عيد الأضحى مرتبط في مصر والعالم الإسلامي بذبح الأضاحي، وتوزيع اللحوم على الفقراء، والجيران والأهل، فإن "صينية الفتة" المصنوعة من الخبز مع مرق اللحم، وبعض المتبلات وفوقها قطع اللحم المسلوق، كانت الطعام الأساسي لأغلب المصريين مع إفطار يوم عرفة، ومع غذاء أول أيام العيد، وما بعده.

وهنا تبدأ مرحلة جديدة لصناعة خبز الفتة بعجن الدقيق المنخول بخليط من دقيق القمح والذرة والحلبة في أواني مخصصة (مواجير) من الفخار أو طشوت عميقة من الألومنيوم، ثم قدح الفرن البلدي بأعواد القطن أو الذرة، لتبدأ حفلة خبز العيش الفلاحي أو "العيش الخامر"، أو ما يطلق على بعض أنواعه الخبز "الرحالي" أو "الماوي"، في شمال الدلتا، وهو من القمح الخالص.وكان الإعداد لصينية الفتة يمثل عملية شاقة تستمر عدة أيام، تظهر نتيجتها مع سلق اللحم الجملي أو العجالي أو لحم الماعز أو الخراف أو كوارع الجمل أو البقرة، فوق "الكانون البلدي" من الطين والحجارة يحمل فوقه حلة واسعة من الألومنيوم (شاورما)، وتوقد تحته النار من قوالح الذرة وخشب الأشجار وأقراص "الجلة الناشفة" من بقايا وروث البهائم.

صينية الفتة كانت تقدم فوق طبلية خشبية دائرية الشكل بمحيط نحو 1.5 مترا ولها أربعة أقدام خشبية بارتفاع 30 أو 40 سم، كان يتفنن في صناعتها النجارون، ليتجمع حولها أفراد الأسرة، جميعهم يمدون أيديهم اليمنى بصعوبة لتطال قطعة لحم ثم تغوص في الأرز والفتة إما بيديها أو بملاعق من الألومنيوم تطورت لاحقا إلى ملاعق من معادن أخرى.

انتقلت تلك الطقوس لاحقا لتُجرى فوق صينية من الألومنيوم بدلا عن الطبلية الخشبية، والتي جرى استبدالها هي الآخرى بموائد السفرة، التي لم تعد تتحمل استقبال صواني الفتة، التي اختفت رويدا رويدا من موائد المصريين الأسبوعية لتبقى في الأعياد، وبطلب خاص من كبار السن، وسط رفض شديد من الأطفال والأجيال الجديدة، التي ليس لديها ذكريات مع صواني وأناجر الفتة.

ويوضح أن "وجبة الفتة كانت فقط للمعلمين الكبار دون باقي أفراد الشغيلة، الذين كانوا ينتظرون انتهاء المعلمين من الغذاء حتى يتسابقوا إلى لعق ما تبقى من فتة في الأنجر، ثم انتقلت تلك العادة رويدا رويدا لتشمل إطعام كل أفراد العمل، الذين كانوا ينتظرون يوم تقديم الفتة بفارغ الصبر، فيما كان الأهالي متوسطي الحال يقدمون لنا فتة العدس، بدلا من فتة المرق".

ويلفت إلى "أن صينية الفتة بالمرق وصينية الرقاق بالمرق والتي كانت الأسر المصرية تحرص على تقديمها تراجع الإقبال عليها؛ لتغير عادات الطعام لدى الأبناء والأحفاد الذين يغلب على طعامهم وجبات سريعة وعندما يرون صينية فتة يرفضون المشاركة فيها".

صواني الفتة بالخل والثوم هي الوجبة الأساسية حتى اليوم في حياة كل صوفي وهو الأمر الذي يمثل ارتباطا تاريخيا حيث كان يقدم الثريد أو الفتة إلى الفقراء والمتصوفة في التكيات المنتشرة من العصور الوسيطة الفاطمية والمملوكية والعثمانية في أحياء مصر القديمة.

وهنا يشير الحاج توفيق، إلى أنه من مريدي الطريقة الرفاعية، ويحرص "كل خميس ومنذ سنوات على تقديم صينية الفتة للمريدين والذين يحضرون حضرة يوم الخميس"، مبينا أن "الحضرة تكون مساء يوم العيد، ولا تخلو هي أيضا من صينية الفتة التي أقوم على صناعتها بنفسي، إما بمرق اللحم أو باللبن المحلى بالسكر".

وتشير تلك المواقع إلى "قيام الكاهنة بذبح خروف، وحشيه بالبرغل والبصل وتزيينه بالباذنجان المقلي، وتفتيت قطع العيش فيه وإضافة المرق والثوم والخل والبصل، ثم تقطيعه، وتوزيعه في عيد الإله (سوبيك)".

كما أن النقوش الموجودة في معبد كوم أمبو تصور الإلهين "سوبيك" وحورس الأكبر -ذو رأس الصقر- والطقوس الدينية، المشاهد الفلكية (مثل التقويم الزراعي)، ولوحات طبية، لا يوجد ما يوحي بوجود قصة عن طعام أو كاهنة تدعى "كارا".

وفي حديثه لـ"عربي لايت"، لفت إلى أن "هناك نقوش تشير إلى أنه كان هناك حج إلى معبد أبيدوس، حيث مقر الإله أوزيريس، وكثير من الأماكن الأخرى ناحية أبيدوس وسوهاج بصعيد مصر".

وأكد أنه "لو كانت قصة الفتة حقيقية لظهرت في نقوش ولوحات تقديم القرابين الموجودة بكثرة على جدران المعابد"، ملمحا إلى أن "الكبش أو الخروف معبود قديم في مصر القديمة على هيئة الإله (رع) أو (خنوم) وكان ذبحه أمر نادر، والقول بوجود كبش مذبوح وحوله بعض الأشياء تدل على فتة أمر غير منطقي".

"أحدث أنواع الفتة" وبينما تمثل الفتة عادة طعام مصرية قديمة فإنها أيضا إحدى أهم أطباق بلاد الشام فلسطين والأردن وسوريا التي تعرفها بذات الاسم وتصنع من الخبز والمرق واللحم وأشياء أخرى، أو يطلق عليها البعض اسم "التسقية"، وهو الاسم المعروف في بعض قرى الريف المصري، لكن لكل بلد طابعها الخاص وطريقتها المعتادة في طرق الطهي ومكونات الطبق وطريقة التقديم.

ويبلغ سعر الفتة السادة بدون لحوم نحو 55 جنيها (الدولار يبلغ 49 جنيها)، والفتة مع الموزة الضاني 560 جنيها، و520 جنيها للفتة بالموزة البتلو، فيما يصل سعر طبق الفتة بالموزة الضاني وأرز بالخلطة 339 جنيها، ووفق موقع طلبات فإن سعر  طبق الفتة بالكوارع وطبق الفتة بالخل والثوم مع كوارع مخلية، وطبق الفتة باللحمة والثوم مع قطع اللحم الضاني (188 جنيها)، وفتة الفراخ المحمرة (170 جنيها)، وفتة اللحمة المحمرة (188 جنيها).

وفتة داوود باشا من أرز بسمتي وعيش سوري محمص وشوربة خل وتوم وصوص كاسيه، (153 جنيها)، وفتة كرسبى (149 جنيه)، وفتة شاورما فراخ (149 جنيها)، وفتة شاورما لحم (156 جنيها)، وفتة الجمبري (185جنيها)، وفتة سي فود (235 جنيها)، وفتة شاورما نعام (220 جنيها).

وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل فتة العيد.. وجبة تاريخية تغادر موائد الفقراء في مصر (شاهد) وتم نقلها من صحافة الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

علما ان فريق التحرير في صحافة 24 نت بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

تابعنا

متعلقات والاكثر مشاهدة في
احدث الاضافات