حين بدأت الرحلة بخطوة خجولة في قرية نائية، لم يكن أحد يتوقّع أن تمتد لتُلامس نجوم العالم.
وُلد صلاح ، كما تُولد البدايات الهادئة في حكايات كُبرى. لم يكن في ملامح الطفولة ما يُنذر بشيء استثنائي سوى تلك النظرة التي تُشبه الركض، ونبضٍ يشبه الكرة حين تبدأ في التدحرج ولا تملك أن تتوقّف.
وفي كل هدف، كان يرد على سنوات الشك بصرخة يقين.
لم يكن يعرف أن اسمه سيُصبح يومًا مرادفًا للأمل. لم يكن يعرف أن قدميه الصغيرتين، اللتين كانت تطاردان الكرة في طرقات “نجريج”، ستقودانه إلى أكبر ملاعب العالم، وتجعلاه رمزًا عالميًا في زمنٍ يُشبه الضباب.
انطلق من المقاولون العرب، ثم عبر الحدود إلى بازل السويسري، وهناك بدأت أنظار أوروبا تلمحه. انتقل بعدها إلى تشيلسي، ثم فيورنتينا، وروما، ليصير لاعبًا آخر. نضج، واكتسب شخصية، وصقلته التجربة. لكن الانفجار الحقيقي كان في ليفربول.
في ليفربول لم يكن مجرد نجم، بل رمزًا. تحوّل إلى “مو صلاح”، النشيد الذي تهتف به الجماهير كلما سكنت الكرة شباك الخصوم. أرقامه صارت خرافية، وجوائزه الشخصية لا تُحصى، لكنه لم يتغيّر. ظلّ كما هو… بسيطًا، صافيًا، يركض كأن كل هدف هو الأول، وكأن الفرح لا يُستهلك.
اليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلاده، لا نعدّ سنوات فقط، بل نُحصي لحظات من الإلهام، من الفخر، من الانتماء. محمد صلاح ليس مجرّد لاعب، بل هو سؤالٌ حيّ عن معنى النجاح، عن أن تكون عالميًّا دون أن تفقد محليتك، عن أن تحترف بأخلاقك قبل مهاراتك.
اليوم، محمد صلاح لا يحتفل بعيد ميلاده فقط… بل يحتفل العالم بقصة صبر وكفاح، وبتلك الكرة التي لم تتوقف عن الدوران معه، ولأجله.
تأمل مسيرة محمد صلاح، تجد أنها تُشبه الكرة نفسها:
• متحركة دائمًا… لا تليق بها الثبات.
بدأ في نادٍ محلي، خاض رحلته مع القطارات المتعبة في عمر الـ14 ليصل إلى التدريبات. لم تكن البداية ناعمة، لكنّه لم يتوقف عن الجري. الكرة علمته أن كل لمسة قد تُغيّر مجرى المباراة، كما أن كل قرار في الحياة قد يُغير المصير.
ابن مصر الذي لم يغادرها أبدًا
بعيدًا عن الأرقام المذهلة والأهداف التي هزت شباك العالم، صلاح لم ينس أبدًا الأرض التي خرج منها. لم ينس “نجريج”. بنى لها وحدة إسعاف، مستشفى، مدرسة، وطرقًا. يتبرّع بصمت، ويتحدّث حين يكون للكلام معنى. في أوج مجده، لم نرَ منه تكبّرًا، بل طفلاً يبتسم كما لو كان في زقاق نجريج لا على منصات التتويج.
حتى مع منتخب بلاده، رغم كل الظروف الصعبة، كان دائم الحضور. قاد مصر إلى نهائي أمم إفريقيا، وإلى كأس العالم بعد غياب 28 عامًا، وكأنّه يحمل الفريق على كتفيه، لكنه لا يشتكي.
الإنسان قبل اللاعب
حياته ليست فقط بطولات، بل قرارات صعبة، ضغوط لا تُرى، أحزان بعد الخسائر، وحروب صامتة ضد الشكّ والخوف. لكنه واجه كل ذلك بابتسامة وأداء، بركضٍ لا يعرف التعب، واحتفالٍ خجول لا يصرخ.
في العالم العربي، كان الآلاف يشاهدونه وهو يدخل ملعب “أنفيلد” أو “الأولدترافورد”، بملامحه المصرية الخالصة، ويشعرون أنهم ليسوا غرباء. أن النجاح ممكن. أن العالم يمكن أن يسمعك، حتى لو بدأت من قرية صغيرة لا يعرفها أحد.
في عيد ميلاده… نقول:
لكن هناك كرات تتحول إلى حياة.
هو الدليل الصامت على أن النجاح لا يصنعه المال أو الشهرة، بل النية، والإصرار، والنقاء.
وكل عام ونحن نصدق أكثر أن الطريق الصعب هو الذي يستحق.
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل محمد صلاح… حياةٌ على هيئة كرة لا تتوقف عن الدوران… حين تُصبح الحياة مباراة لا تنتهي وتم نقلها من صحافة الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة 24 نت بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)