صحافة 24 نت - تفاصيل عن لا تُطفئ الشمس” لأن بعض الحكايات لا تُطفأ، فقط تُعاد بصيغة الزمن... " لا تُطفئ الشمس”.. لأن بعض الحكايات لا تُطفأ، فقط تُعاد بصيغة الزمن, والان ننشر لكم التفاصيل كما وردت فتابعونا.
" لا تُطفئ الشمس”.. لأن بعض الحكايات لا تُطفأ، فقط تُعاد بصيغة الزمن نهي محي الدين الجمعة 20/يونيو/2025 - 02:40 م 6/20/2025 2:40:13 PM
في لحظةٍ ما من منتصف القرن الماضي، جلس إحسان عبد القدوس إلى أوراقه البيضاء، لا ليحكي حكايةً درامية عائلية فحسب، بل ليضع يده على أكثر المناطق هشاشة في النفس البشرية:
الرغبة.
الرغبة في أن تُحَب، أن تُختار، أن تُرى، أن تكون حرًّا في التعبير عمّا تشعر به دون أن يخذلك السياق أو تُعاقبك القيود.
في روايته “لا تُطفئ الشمس”، لم يكن إحسان يعرض فقط قصة أسرة مصرية تفقد الأب وتضيع في الفقد، بل كان يقول، بلغة لا تزال دافئة حتى اليوم:
“كلنا نعيش بظلّ شمسٍ خافتة داخلنا… بعضها نُطفئه خوفاً، وبعضها ينطفئ لأن لا أحد يراه.”
من الرواية، إلى الفيلم، إلى المسلسل…
تكرّر العنوان، وتبدّلت الأجيال، لكن بقي الجوهر كما هو:
قلبٌ يُحاول أن ينجو في بيتٍ مليء بالصمت.
الرواية: شمسٌ تُكتب بالحبر الساخن
حين كتب إحسان عبد القدوس “لا تُطفئ الشمس” عام 1960، لم يكن يكتب من مسافة، بل من الداخل.
كتبها وكأنه يسكن هذا البيت، ويسمع خيبات أبطاله ليلًا، ويرى كيف تتزاحم مشاعرهم على عتبة القلب دون أن يُفتح لهم الباب.
أسرة أرستقراطية فقدت الأب فجأة، وبقي الجميع معلّقًا في تلك اللحظة.
“أحمد” الابن الأكبر، يتحوّل دون أن ينتبه إلى بديل للأب، لكنه لا يملك القوة الكافية، ولا الحب الكافي، بل يحاول أن ينجو فقط من التصدّع.
“ليلى”، الفتاة الرقيقة، تعزف البيانو وتخبّئ حبّها في الظل، لأن الحكاية لا تليق.
و”فيفي”، الجريئة التي ترى في الرجال لعبة، تحاول بها الهروب من الوحدة.
“منى”، الأم، تقف على حافة الندم، تراقب أبناءها وهم يغادرون دفئها دون أن تدري متى أصبحوا غرباء عنها.
وأصغرهم، “ممدوح”، المراهق الذي لم يكن مهيأً ليرى العالم، لكنه يُقذف فيه بلا مقدمات.
الرواية تنتمي إلى زمن يكتب فيه عبد القدوس النساء من الداخل: يصف تأرجح القلب، وانكسار الرغبة، ورعشة اليد حين تلمس ما لا يجب.
لكن الأجمل، أنه لا يُدين.
لا يُصدر حكمًا.
بل يترك الشخصيات تواجه مرآتها، ويترك للقارئ فرصة أن يراها… أو يرى نفسه من خلالها.
الفيلم: الأبيض والأسود يليق بهذه المشاعر
في عام 1961، تحوّلت الرواية إلى فيلم سينمائي أخرجه صلاح أبو سيف، أحد روّاد الواقعية في السينما المصرية.
لم يكن الفيلم تجسيدًا مباشرًا للرواية، بل ترجمة صادقة لنبضها.
أراد عمر الشريف أن يقوم ببطولته، لكنه كان قد تلقى عرضًا بالمشاركة في فيلم لورنسشكري سرحان، بينما ظل شريكًا في الإنتاج مع أحمد رمزي.
وفي حضور فاتن حمامة بدور “ليلى”، نضجت القصة كأنها وُلدت على الشاشة لأول مرة.
كانت الكاميرا تقترب من وجهها بحذر، تلتقط دمعة لم تنزل بعد، وتُصغي لنَفَس مكتوم في منتصف جملة.
نادية لطفي، ليلى طاهر، أحمد رمزي، عقيلة راتب… وجوه الزمن الجميل، لكن أرواحهم في الفيلم كانت مُعاصرة لأي مشاهد حتى اليوم.
ما فعله صلاح أبو سيف، هو أنه ترك للمشاهد فراغًا كافيًا ليشعر.
لم يفسّر كل شيء، بل سمح للسكوت أن يقول، وللموسيقى أن توجِع، وللنظرة أن تكون حوارًا.
في زمنٍ لم تكن فيه التقنيات كما الآن، كان الأبيض والأسود لونًا للمشاعر… وكانت “لا تُطفئ الشمس” واحدة من أكثر أفلام الحقبة رهافة وصدقًا.
المسلسل: شمس جديدة لنفس البيت
في رمضان 2017، عاد العنوان نفسه ليفتح باب البيت ذاته،
لكنّ الزمن تغيّر، والوجوه تغيّرت، والتفاصيل كذلك…
أما المشاعر؟
فهي هي. لا تتبدّل.
كتب السيناريست تامر حبيب معالجة جديدة للرواية، لم يكرّر فيها البناء، بل أعاد تخيّل الشخصيات كما لو كانت تُولد من جديد في زمننا.
“ليلى” أصبحت شابة قوية، لكن حسّاسة جدًا.
“أمينة خليل” منحت الشخصية خفةً موجعة، وكأنها تريد أن تضحك طوال الوقت، لكنها تخاف من أول خيبة.
“أحمد مالك” كان صورة ناعمة للغضب الذي لا يعرف اسمه.
و”محمد ممدوح” بدور أحمد، جسّد ذلك الصراع بين الواجب والرغبة، بين أن تكون الحائط، وأن ترغب في أن تستند أنت.
لكن الأيقونة في هذا المسلسل، كانت ميرفت أمين…
كأنها لم تكن تؤدي دور الأم، بل كانت هي فعلاً تلك المرأة التي أفنت نفسها في البيت، ثم فوجئت أنها وحيدة، وتريد الآن أن تُحِب، ولو متأخرة.
الموسيقى، الإضاءة، الإخراج، وحتى طريقة الحوارات…
كل شيء كان معاصرًا، لكنه يحترم الأصل.
لم يكن تقليدًا، بل تحية.
تحية لنصٍّ عرف كيف يلمس، ثم يختفي في صمت، ويتركك تفكر.
بين كل شمس وشمس… أين نحن الآن؟
نفس الرواية.
نفس البيت.
لكنّ الزمن يبدّل القشرة.
في الستينيات، كانت “ليلى” تخجل من الحب، وكانت الأم لا يليق بها إلا الحداد.
في المسلسل، صار الحب أكثر علانية، والخوف من العزلة أشدّ.
لكن في كل نسخة، ظلّ السؤال نفسه:
هل نملك شجاعتنا؟ أم نخشى أن نحرق أصابعنا إن اقتربنا من شمسنا الخاصة؟
في الختام… هل تطفئ الشمس؟
إحسان عبد القدوس لم يكن يقدم لنا رواية فقط.
بل قدّم لنا مرآة مشروخة، نرى فيها أنفسنا كلما نظرنا.
“لا تُطفئ الشمس” ليست دعوة للتمرد.
بل وصية ناعمة:
لا تطفئ ما فيك من نور… فقط لأنهم لا يرونه.
سواء قرأت الرواية، أو شاهدت الفيلم، أو تابعت المسلسل،
ستجد لحظةً ما، في بيتٍ ما،
تشبهك.
وساعتها… ستفهم أن بعض القصص لا تحتاج أن تُعاد.
لأنها لم تغادر أصلاً.
اقرأ على الموقع الرسمي
إليك ايضا :
- برج الحوت يفي بوعوده.. تعرّف إلى حظك وتوقعات الأبراج ليوم الجمعة 20 يونيو 2025
- سعر سبيكة الذهب اليوم الخميس 19 يونيو 2025.. الـ 50 جرامًا تجاوزت ربع مليون جنيه
- للمرة الثالثة في البطولة.. توقف مباراة الأهلي وبالميراس بسبب الأمطار والطقس السيئ
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحافة الجديد وقد قام فريق التحرير في صحافة 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.